فضل سورة البقرة:
من أعظم ما تُستجلب به البركة تلاوة كتاب الله تعالى، قال تعالى: “كتابٌ أنزلناه إليك مباركٌ ليدّبروا آياته”، ومن أعظم ما في كتاب الله تعالى سورةُ البقرة؛ فقد وردت في فضلها وبركتها أحاديث عديدة لذا يبحث الكثيرون عن طرق حفظ سورة البقرة بسهولة؛ قال -صلى الله عليه وسلّم -: “اقرؤوا الزهراوين: البقرة وآل عمران فإنهما يأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو غيايتان أو كأنهما فرقان من طير صواف تحاجّان عن أصحابهما”، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: “لا تجعلوا بيوتكم مقابر إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة” كما ورد في صحيح مسلمٍ وغيرِه،
كما أن فيها أعظم آية في القرآن وهي آية الكرسي؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول
الجنة إلا أن يموت”، وقال- صلى الله عليه وسلم- عن آخر آيتين فيها: “من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه”. رواه البخاري، وعن النعمان بن بشير عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله كتب كتاباً قبل أن يخلق السماوات والأرض بألفي عام أنزل منه آيتين ختم بهما سورة البقرة، ولا يقرآن في دار ثلاث ليال فيقربها شيطان”. رواه الترمذي وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير.
وقال -صلى الله عليه وسلّم-: “اقرؤوا البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة السحرة” رواه مسلم؛ قال المناوي في فيض القدير: “أخذُها يعني المواظبة على تلاوتها والعمل بها بركة أي زيادة ونماء”.
وقال القارئ: “أخذُها أي المواظبة على تلاوتها والتدبر لمعانيها والعمل بما فيها بركة أي منفعة عظيمة”
ولم يقف العلماء على دليل خاص يفيد كونها تزيد في الرزق أو تباركه، ولكن ورد -على سبيل العموم- أن أخذها بركة.
وقصص التشافي والتبرّك بها كثيرةٌ جدًا، وآثارها على المسلم وعلى من حوله عديدة؛ أقلُّها انشراح صدره وتبديدُ ضيقِه ووساوسه، فمن هذه القصص يقول الشيخ خالد الجبير -حفظه الله- أن امرأةً اتصلت به تشكو من السحر وتسلط الشياطين عليها، فأوصاها بالمحافظة على الصلوات والاستغفار وقراءة الأذكار وقراءة سورة البقرة يوميًا في قيام الليل، فاتصلت به بعد ستة أشهر تبشره بتشافيها وانشراح صدرها وحملها بطفل، وقصة أخرى لامرأة كانت تداوم على قراءة البقرة يوميًا في قيام الليل بنية التقرّب إلى الله؛ فتقول أنها يحصل لها من البركة والتوفيق وانشراح الصدر في حياتها الشيء العجيب؛ فحصل مثلًا أن معاملة لها في إحدى الدوائر الحكومية قُبلت بينما معاملات زميلاتها جميعًا رُفضت، وكانت لا تنام من الليل أحيانًا إلا ساعتين أو ثلاث لتستيقظ للقيام ومع ذلك كانت تذهب يوميًا إلى دوامها وهي في قمة النشاط والحيوية، ورجلٌ آخر تعسّرت أموره المالية وضاق رزقه فلما داوم على سورة البقرة انفتحت لها أبواب الرزق من حيث لا يحتسب، وكم من أزواج حلّ بينهم النفور بلا سبب أو زادت المشكلات بينهم فلما داوم أحدهما أو كلاهما على سورة البقرة توثّقت بينهما عُرى المحبة والسكينة.
بركةٌ أخبرت عنها السنّة المطهّرة وصدّقتها القصص والأخبار المتواترة حريٌّ بأن يسعى لها كل من رام البركة والنور في حياته وضاقت أموره أو تعسّرت معيشته، وما أحسن أن تكون هذه البركة مكنونة في صدره، وذلك بأن يحفظ العبد سورة البقرة عن ظهر قلب، ليغترف من بركتها متى شاء، وليس ذلك بعسير، إنما هو فقط توكل على الله واستعانة به ثم أخذ بأسباب سنورد بعضها في هذه المقالة:
من طرق حفظ سورة البقرة
الطريقة الأولى لحفظ سورة البقرة:
يشرح الشيخ فايز السريح هذه الطريقة بخطوات ، وهي:
الخطوة الأولى:
الاستماع لأحد القراء المعروفين كالمنشاوي أو الأخضر أو محمد أيوب أو غيرهم مرة واحدة أو أكثر لكي تكون تلاوتك صحيحة لهذا الوجه قبل حفظه ولا يشترط التجويد بل من المهم أن تكون القراءة صحيحة أولا.
الخطوة الثانية:
حفظ الوجه المراد حفظه ويكون المصحف مفتوحًا خلال الحفظ بأي طريقة تناسبك سواء كانت بتقسيم هذا الوجه إلى نصفين أو بحفظ الوجه كاملا فإذا بلغت بحفظك مرحلة اليقين وتثبيت حفظ القرآن، وهي: أنه لو أُغلق المصحف فلن تفتحه بعد ذلك أبدا عند ذلك أقول لك: أغلق المصحف!
الخطوة الثالثة:
عندما تغلق المصحف ابدأ بالتكرار إلى 20 مرة بدون أن تفتح المصحف ، وامتنع عن فتحه أثناء التكرار وإذا زدت إلى ثلاثين ففيه خير ومضاعفة أجر.
الخطوة الرابعة:
بعد الانتهاء من التكرار حاول الاستماع مرة واحدة لهذا الوجه أو أكثر.
في اليوم التالي سيكون هنالك مراجعة لما سبق، وحفظ جديد فأما الحفظ الجديد فإنه يعامل بالخطوات السابقة بينما مراجعة السابق يكفي أن تكرر تلك الأوجه مرة واحدة غيبا -أي: والمصحف مغلق- فإن زدت فأفضل.
ومن الطرق الأخرى لحفظ سورة البقرة :
- أن تستغل يوم الجمعة لمراجعة حفظك كاملاً من أوله لآخره.
- أن تحاول فهم المعاني الصعبة والبحث عن أسباب النزول؛ حيث يعين هذا الأمر على الحفظ بشكل أسهل وأسرع، كما يمكنك التأمل في تفسير ودلالات الآيات والتعرف على أنواع الإعجاز فيها من إعجاز علمي أو لغوي أو غيبي.
- كما يمكنك تقسيم السورة إلى عدة تقسيمات على حسب الموضوع؛ فهناك جزء يتناول قصة بني إسرائيل مع سيدنا موسى، وجزء عن تعاليم الحج ، وآخر عن الصوم، كما ورد فيه السورة آيات عن أحكام الطلاق، وأحكام التجارة وكتابة الدين.
- قم بربط الآيات ببعض الصور الذهنية في عقلك، وقد تحتاج لمساعدة أصحاب الاختصاص الذين يمكنهم مساعدتك من خلال توضيح المعنى وتقريبه إلى ذهنك واختيار الصور المناسبة والصحيحة.
- استمع لسورة البقرة في كل وقت، أثنار ركوبك السيارة ، أو عند عملك بأعمالك المنزلية، وغيرها، حتى ترسخ في ذهنك أكثر
كما يمكن الاستعانة بتطبيق مدّكر لتعليم القرآن عن بعد الذي يوفر له معلمين ومعلمات للقرآن الكريم على مدار الساعة ليعينوه على الحفظ والمراجعة وتصحيح التلاوة في أي وقت شاء..