قد يبدأ بعضنا مشوار تعلم القرآن الكريم، ولا يُكمله، أو يواجه صعوبةً في الاستمرار والإتقان، فيُحبط ويتوقف! وأحد أسباب التوقف والإحباط، هو الاهتمام بالنتيجة، دون الرحلة!
والحرص على رفع مستوى الأهداف والتوقعات! والتركيز فقط على البدء والإنجاز الكثير.
تكوين العادات الصغيرة الدائمة، أحد أسرار الإنجاز، والاستمتاع بالوقت والجهد المبذول يوميًا دون ملل. إذ أن النفس البشرية ملولة بطبعها، وعجولة لتحقيق إنجازها، ولذا كان العمل الدائم وإن كان قليل، هو الأحب عند الله، إذ أن دوام الأعمال قرينٌ باستمرار العبادة والتقرب من الله
• من أهم الأسباب المُعينة على حفظ القرآن الكريم
ففي الحديث الذي أخرجه البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم: “سَدِّدوا وقارِبوا واعلموا أنه لن يُدخِلَ أحدَكم عملُه الجنَّةَ وأنَّ أحبَّ الأعمالِ إلى الله أدومُها وإن قَلَّ”
وتختلف أساليب الناس التي نجحت في جعل تعلم القرآن الكريم عادة يومية ، وإليك بعضًا منها:
طرق تعلم القرآن الكريم
1- قبل كل وسيلة، استعن بالله سبحانه وتعالى ، واسأله المعونة والسداد. فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم، يسأل الله المعونة دائمًا، ففي الحديث: “لا تدَعنَّ دبرَ كلِّ صلاةٍ أنْ تقولَ اللهمَّ أعني على ذكرِك وشكرِكَ وحُسنِ عبادتِكَ”
2- اختر وسيلتك الأقرب إلى نفسك في تعلمك القرآن ، والأصلح لك، فمن الناس من يبدأ بـتصحيح التلاوة؛ إذ يرى من نفسه حاجة لإتقان القراءة، وتلافي اللحون الجلية، والأخطاء في النطق والحركات، ومنهم من يبدأ بالحفظ.
3- احرص على أن يكون لك رفيقٌ مُتقن، من خلال الانضمام إلى معلم متخصص بتعليم القرآن، عن بُعد، أو إلى حلقات قرآنية، وذلك أدعى للتحفيز والاستمرار.
4- ابدأ بالنصاب اليسير، حسب خطتك وأهدافك، ورفقتك، وليكن تركيزك وهدفك أولًا أن تستمر، وأن تُلازم القرآن، فإن من جعل القرآن صاحبه ارتقت منزلته، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “يُقالُ لِصاحبِ القرآنِ: اقرَأْ، وارْقَ، ورتِّلْ، كما كنتَ ترتِّلُ في الدُّنيا؛ فإنَّ مَنزِلتَك عندَ آخِرِ آيةٍ تقرَؤها.”
5- ليكن سماعك للآيات، عادة مستمرة، ولو أن تسمعها أثناء الطريق، أو تسمعها ربة المنزل أثناء عملها.
6- للوصول إلى إتقان القرآن، الزم مسار التكرار، والسرد غيبًا، وتلاوة، ولو اطلعت على حياة المتقنين للقرآن حفظًا، لوجدت أن العمل المشترك بينهم هو ( التكرار والاستمرار ).
7- لا تيأس إن تأخر وصولك إلى أهدافك ، أو إذا أصابك الفتور في منتصف الطريق، المهم أن لا يكون فتورك مستمرًا، وجدد حماسك بتغيير طريقتك في تعليم القرآن ووقتك.
8- تحتاج النفس للمكافأة بين الحين والآخر على الإنجاز، ولأن القرآن الكريم كتاب ربّاني، فإننا نحتاج لتذكير أنفسنا بكم الأجر والمثوبة التي نحصل عليها عند قراءة حرف واحد! فكيف بالوجه والجزء والتكرار!، ولا تمنع النفس من شيء بسيط يُحفزها ويُشجعها على الاستمرار، لا سيما وإن كان لديك رفقة في تعلم القرآن.
1 Comment
جزاكم الله كل الخير وجعله في ميزان حسناتكم